تؤثث فضاء الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب للدار البيضاء، أربع أمسيات شعرية، يحضرها شعراء عالميون، ينهلون من مشارب ثقافية متنوعة، احتفاء بهذا النوع الأدبي المبدع.
وقد وجهت الدعوة، خلال هذا الحدث الثقافي الهام، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 8 إلى 18 فبراير الجاري، لثلة من الشعراء العالمين لإلقاء بعض الأبيات الشعرية بالعربية والأمازيغية والفرنسية والإيطالية من دواوينهم الشعرية، ترافقها بعض النغمات الموسيقية يعزفها موسيقيون مغاربة على آلات العود والبيانو والناي والقانون، ما يضفي على هذه الأمسيات جمالية وشاعرية خاصة تلقى إعجاب زوار المعرض.
ويشارك في هذه الأمسيات الشعرية، التي تنظمها وزارة الثقافة والاتصال، بتعاون مع دار الشعر بتطوان، على الخصوص، الشعراء حسن المطروشي من سلطنة عمان، وجوسيبي كونطي من إيطاليا، وبوزيد حرز الله من الجزائر، ومريم حيدري من إيران، وغاي بنيت من الولايات المتحدة الأمريكية، وغياث المدهون من فلسطين، وسامح محجوب من مصر، وجوليان بلان من فرنسا، فيما يمثل المغرب خلال هذه الأمسيات الثقافية إدريس بلعطار وأحمد عصيد ومحمد بودويك، وصفاء السجلماسي الإدريسي وسامح درويش.
وفي هذا الصدد، قال الشاعر المغربي أحمد لحريشي إن هذه الأمسيات الشعرية تدفع بالقصيدة المغربية خصوصا والعربية عموما إلى آفاق جديدة، بالإضافة إلى كونها تشكل رهانا حقيقيا لخلق تثاقف وتلاقح بين كل التجارب الأدبية والحساسيات الشعرية.
وأضاف السيد لحريشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الأمسيات الشعرية والثقافية تشكل مناسبة للقاء جمهور ذواق وعريض، معربا عن أمله في استمرار تنظيم تظاهرات ثقافية مماثلة وانفتاحها على كل الأجيال والفئات العمرية، باعتبارها وسيلة فعالة وناجعة لمواجهة التناقضات والتحديات المجتمعية والثقافية.
من جهة أخرى، أشار السيد لحريشي، الذي يشارك في تسيير هذه الأمسيات الشعرية، إلى أن مسألة إشراك شعراء من جنسيات مختلفة في أمسية واحدة يكسر قيود الانتماء، ويلغي كل الحدود الجغرافية لإعلاء صوت الإنسان كخيط ناظم بين كل التجارب العالمية والثقافات الإنسانية.
وتتواصل فعاليات هذه الدورة إلى 18 فبراير الجاري، وتعرف مشاركة عارضين وأدباء وكتاب ومهتمين بعالم الأدب والنشر من مختلف المشارب، وكذا تكريم جمهورية مصر العربية باختيارها لتكون ضيف شرف المعرض، تثمينا وتقديرا لعمق العلاقات الأخوية التاريخية والثقافية بين المملكة وهذا البلد العربي بعمقه الحضاري المتميز وثرائه الثقافي.
يشار إلى أن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن كان قد ترأس، يوم الخميس الماضي، افتتاح الدورة الحالية من المعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وزارة الثقافة والاتصال، بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات - المكتب الوطني للمعارض.
و.م.ع